تشهد السوق التونسية بوادر أزمة في مادة البطاطا نتيجة لتقاطع المواسم الفلاحية وتضرر إنتاج البطاطا البدرية بفعل الأمطار الأخيرة، ما تسبب في إصابتها بمرض « الميـديو »، وفق ما أكده بيرم حمادة، عضو المجلس المركزي لاتحاد الفلاحين.
وفي مداخلة له عبر إذاعة « موزاييك » اليوم الخميس 10 أفريل 2025، شدد حمادة على أهمية وضع استراتيجية وطنية واضحة لضمان انتظام التزود خلال فترات انخفاض الإنتاج. وأوضح أن هذه الاستراتيجية يجب أن تقوم على تكوين مخزون تعديلي يُقدّر بـ50 ألف طن يُجمع خلال فترات الذروة، ليستُعمل لاحقًا خلال فترات النقص، خصوصًا بين شهري سبتمبر ومنتصف نوفمبر.
وأشار إلى أن تونس تنتج سنويًا ما بين 340 و360 ألف طن من البطاطا، وهي كميات تكفي لتلبية الاستهلاك المحلي الذي يتراوح بين 900 وألف طن يوميًا. إلا أن التحدي يكمن في أن قرابة ثلثي الإنتاج يتم خلال شهري ماي وجوان، مما يجعل من ضرورة التخزين أولوية لتفادي ارتفاع الأسعار، التي قد تصل إلى 4 دنانير للكيلوغرام في فترات الأزمة، وتفتح الباب أمام الاحتكار.
واقترح حمادة أن يتولى المجمع المهني المشترك للخضر مسؤولية التخزين بالتنسيق مع مخازن التبريد الخاصة، بهدف المحافظة على أسعار لا تتجاوز 2 دينار للكيلوغرام في الفترات الحساسة.
وفي ختام حديثه، حذّر من أن الكميات المخزنة حاليًا لا تتجاوز 17 ألف طن، وهي غير كافية لتلبية حاجيات السوق عند تراجع الإنتاج، مما يستوجب تدخلًا عاجلًا لتأمين التوازن بين العرض والطلب.